النسخة العاشرة من كأس أمم إفريقيا للكرة الحديدية “موريتانيا 2025” : ثمرة اجتهاد… وسلسلة نتائج دولية جيدة… وفرصة سانحة للتتويج باللقب الإفريقي

ستكون بلادنا مساء اليوم على موعد مع انطلاقة فعاليات منافسات النسخة العاشرة من بطولة أمم إفريقيا للكرة الحديدية التي ستمتد على مدى خمسة أيام بمشاركة عشرين دولة إفريقية ستتنافس على اللقب الإفريقي العاشر بما فيهم منتخبنا الوطني المطالب باستغلال عاملي الأرض والجمهور للتتويج باللقب الإفريقي.وذلك على الملاعب التي تم نصبها بساحة المركب الأولمبي بمقاطعة تفرغ زينة بنواكشوط الغربية

 

ويأتي شرف استضافة بلادنا للنسخة العاشرة من البطولة ثمرة للاجتهاد ولسلسلة النتائج الجيدة التي حققتها في مجال هذه اللعبة التي أسرت قلوب الموريتانيين قبل وبعد الاستقلال عكسا لغيرها من الرياضات المعاصرة ، فقصتها بدأت مع دخول المستعمر الفرنسي واستقراره في بلادنا خصوصا في الولايات الشمالية حيث جلب الفرنسيون معهم هذه الرياضة التي كانت حكرا على القدماء أو الذين تجاوزا سن الشباب وأحيلوا إلى التقاعد أو اقتربوا منه حيث كانت هذه اللعبة البسيطة وسيلتهم لملئ فراغاتهم وممارسة الرياضة في الفضاءات المخصصة لها سواء على مستوى العاصمة التي تحتوي على عدة فضاءات معروفة ذائعة الصيت من أبرزها فضاء آسكنا بمحاذاة المطار القديم والفضاء المحاذي للسفارة الفرنسية بمنطقة “إلو ك” بمقاطعة تفرغ زينة وفضاء ساحة المعرض التابعة لبلدية الميناء وهناك فضاءات أخرى متعددة على مستوى العاصمة يتخذ منها أصحابها أرضية خصبة لممارسة هذه الرياضة .

صدى الكرة الحديدية لم يتوقف عند الولايات الشمالية والعاصمة فحسب بل امتد ليصل للعديد من الولايات الداخلية الجنوبية والشرقية في الآونة الأخيرة حيث اتسعت عارضتها الجماهيرية وممارسيها على عموم التراب الوطني بعدما أصبحت رياضة لها اتحاديتها الخاصة بها ومنافساتها الموسمية الخاصة بها وانديتها المنضوية تحت رايتها

تأثير هذه الرياضة وصل للشباب الموريتاني الذي دخل على خط المنافسة مع كبار السن الذين كانوا يحتكرونها لوقت طويل حيث أصبح حاضر ا جنبا إلى جنب مع كبار السن في الآونة الأخيرة لتكون الكرة الحديدية مسرحا لصراع الأجيال بثوب رياضي عبر بوابتها وهو ما منحها قيمة إضافية كبيرة وزاد من شعبيتها والمنتسبين لها وجعلها ضمن قائمة أهم الرياضات المحلية

 

على المستوى الخارجي كانت الكرة الحديدية حاضرة بقوة عبر سلسلة من المشاركات في المحافل الدولية وحققت إنجازات تاريخية مهمة أبرزها حصد الميدالية البرنزوية في مونديال تركيا ألفين وعشرة بحلول المنتخب الوطني في المركز الثالث في تلك البطولة العالمية .

الإنجاز الثاني تمثل في التتويج ببطولة كأس الأمم أو كأس الترضية في مونديال كندا ألفين وثمانية عشر وبعد ذلك شارك المنتخب الوطني في نسخة الفين وثلاثة وعشرين من كأس العالم التي احتضنتها بنين وحل في المركز التاسع وقبل ذلك حصل على لقب أحسن رام بالدقة في الألعاب الإفريقية الفين وستة عشر بنفس البلد وحصل على نفس اللقب في النسخة الخامسة عشر من الألعاب العربية التي احتضنتها الجزائر في العام ألفين وثلاثين وعشرين كما تأهل المنتخب للدور الثاني من كأس العالم فرنسا ألفين وأربعة وعشرين .

ويعتبر المنتخب الوطني للكرة الحديدية من أفضل المنتخبات على مستوى إفريقيا والعالم بفضل حب الموريتانيين لهذه الرياضة وارتفاع مستوى المنافسات الخاصة بها على المستوى المحلي حيث تنظم الاتحادية الموريتانية للكرة الحديدية سنويا العديد من البطولات التنافسية بمشاركة العديد من الفرق على مستوى عموم التراب الوطني

تألق الكرة الحديدية الموريتانية على مستوى المنافسات الدولية منحها شرف استضافة النسخة العاشرة من كأس أمم إفريقيا لأول مرة في التاريخ وهو شرف كبير لبلادنا باستضافة حدث رياضي قاري بهذا الحجم وهذا العدد من الدول الإفريقية ومن الجميل جدا أن يكون اللقب من نصيب منتخبنا الوطني الذي أمامه فرصة سانحة للتتويج باللقب الإفريقي قد لا تتكرر على المدى القريب وذلك لكون البطولة تقام على أرضه وأمام جمهوره بالإضافة إلى الاستعانة بخدمات مدرب تونسي محنك توج باللقب كمدرب مع منتخب بلاده وكلاعب وله سجل تدريبي مميز.

بقلم : أبوبكرتور