“الخريف في موريتانيا ثقافة ووحدة وسياحة واقتصاد”
"تقرير موقع ثمار إنفو"

لكل أمة ارتباط وثيق بأرضها، وهو نتاج ثقافة وخصوصية تراثية تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، لكي لا تضيع الأرض ويبقى حبل الود موصولا
بلاد بها نيطت علي تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها
لكن موسم الأمطار أو ما يسميه الموريتانيون فصل الخريف عادة ما يرتبط بعادات وتقاليد تبقى محفورة في الذاكرة والوجدان، يصورها الشعراء فصيحا ولهجيا، وتعزف لحنا على آلات الموسيقى التقليدية، وتتزين بجملة من الذكريات حيث يلتقي الأهل والأحبة في مساءات تحمل في طياتها الكثير من العبر والذكريات الجميلة تتوج بسمر على رنين كؤوس الشاي ودندنات الموسيقى وإنشاد الأشوار التقليدية ، وحكايات الجدات للصغار.
ما إن يقترب موسم الأمطار حتى تشرئب النفوس وتتوق إلى مراتع الصبا حيث الذكريات والقصص الجميلة وحيث الأهل والخلان وحيث الصفاء والطبيعة والهواء النقي فيتناقل الجميع أخبار الغيث ويتابعها البعض عن كثب ويصورها بأدق التفاصيل لتبقى خريطة على مسارها يتجول الباحث عن الاستجمام والراحة في البادية بعيدا عن صخب المدن وضجيجها.
فهذا الأديب سيدي محمد ولد الكًصري، وهو يرقب برقا لاح له على جهة تكانت فجلس يرقب حركة البرق وتلك المزن والمناطق التي ستستفيد منها حسب التجربة والخبرة في المسارات التي يسلكها النو في تلك الفترة ويعطي للمتلقي صورة بديعية ثلاثية الأبعاد تجعل السامع يتجول في تلك المناطق حتى ولو لم يرها من قبل، حيث يقول:
نكرَ تشباشي يالمجيد == راحْ اخلاگي من فگد اجديد
شوفْ ابرگ يخلفْ تل ابعيد == بتْ ألا نرعاه ابلبصارْ
وانميزن فوگ آش من ابليد == وانَ گاعدلُ فوگ ازبارْ
الوكًحة من گد أم اقريد == لين اغرشت انُّ فوگ اديارْ
العين ؤلگصر وانواشيد == واگلابْ اوتمرَ وانفارْ
وإدور افذاك من افريعات == لمسايل يتگرن لخظارْ
مزال ايگص ألا وطيات == اتزرگيگ المَ من لحجارْ
وسعيا لتعزيز ثقافة الخريف والارتباط بأرض الوطن خلال هذا الموسم وجه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني نداء لكل المواطنين و الموظفين بقضاء عطلتهم السنوية داخل أرض الوطن، وكانت المهرجانات الثقافية والفنية، ركيزة أساسية في تعزيز هذا التوجه الذي من شأنها أن يدعم السياحة الداخلية ويجعل منها مرتكزا أساسيا في دعم الاقتصاد المحلي والتعريف بثقافة البلد ومقدراته السياحية والثقافية ووحدة سكانه وتلاحمهم.
ويبقى فصل الخريف في موريتانيا فرصة للاحتفال بالحياة والطبيعة التي تروي القصص والأساطير وساحة للتجمعات العائلية والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية، بعيدا عن صخب وضوضاء المدينة.