اليوم العالمي للعُسر وقدرتهم على التكيف في عالم لم يصمم لهم.. وأشهر الشخصيات التاريخية من العُسر

في ظل العمل على رفع مستوى الوعي بالتحديات والتجارب الفريدة التي يواجهها الأشخاص العُسر، في عالمٍ مُصمّم في الغالب للأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى، ونحو الاعتراف بالصفات والمواهب المميزة لهؤلاء الأشخاص حول العالم والاحتفاء بها، يحتفل العالم اليوم 13 أغسطس باليوم العالمي للتوعية بالعُسر.
العسر وقدرتهم على التكيف ومواجهة التحديات
يُمثّل اليوم العالمي للتوعية بالعُسر فرصةً لتعزيز الشمولية ومواجهة التحديات اليومية التي قد يواجهها الأشخاص العُسر، والذين يُشكّلون حوالي 10% من سكان العالم، كما يُسلّط الضوء على إبداع هؤلاء الأشخاص وقدرتهم على التكيف، وتميزهم فيما يحققونه، فعلى مر التاريخ، يمكننا رؤية الآثار التي تركها العُسر. من الشخصيات التاريخية إلى الفنانين المعاصرين والقادة المؤثرين إلى الفنانين المبدعين، ترك العُسر بصماتهم على العالم بإبداعهم وابتكارهم ومهاراتهم القيادية رغماً عن التحديات اليومية التي قد يواجهونها مثل استخدام الأدوات والأجهزة والمنتجات المُصمّمة للذين يستخدمون اليد اليمنى.
حدث سنوي يُتيح للعُسر بالعالم الاحتفال بإنجازاتهم

وفقاً للموقع الرسمي لليوم العالمي للتوعية بالعُسر lefthandersday.com، فقد أُسس نادي العُسر عام 1976 وهي منظمة بريطانية تهدف إلى تعزيز اهتمامات الأشخاص العُسر ورفع مستوى الوعي بالتحديات التي يواجهونها، وقد تأسس نادي مستخدمي اليد اليسرى العالمي رسمياً بالعام 1990 بهدف إبقاء أفراده على اطلاع دائم بالتطورات، وإطلاع المصنّعين وغيرهم على آرائهم، وتوفير خط مساعدة ونصائح، وتعزيز البحث في مجال استخدام اليد اليسرى وتطوير منتجات جديدة مناسبة لهم. منذ تأسيسه، ازداد النادي قوةً مع انضمام أعضاء من جميع أنحاء العالم، ويُعتبر بمثابة جماعة الضغط ومركز الاستشارات الرائد في جميع جوانب استخدام اليد اليسرى.
في 13 أغسطس 1992، أطلق النادي اليوم العالمي للعُسر، وهو حدث سنوي يُتيح للعُسر في كل مكان بالعالم الاحتفال بإنجازاتهم وزيادة الوعي العام بمزايا وعيوب استخدام اليد اليسرى.
شخصيات تاريخية شهيرة عُرفت بعُسرها
في ظل الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالعُسر، ثمار تشاركك الاحتفال وتعرفك إلى عدد من أشهر شخصيات تاريخية شهيرة عُرفت بعُسرها.
أرسطو

يُعتبر أرسطو، الفيلسوف اليوناني موسوعي، “أب الفلسفة الغربية”. كان عبقرياً أعسر وشخصيةً فكريةً بارزةً في العصور الكلاسيكية القديمة، وضع أسس العديد من المجالات، بما في ذلك المنطق والميتافيزيقيا والأخلاق والعلوم السياسية. غالباً ما يُسلّط الضوء على استخدام يده اليسرى كجزء من نهجه الفريد في أعماله الواسعة
نيكولا تيسلا
كان مخترعاً ومهندساً ومستقبلياً صربياً أمريكياً ذا رؤية، معروفاً بأعماله الرائدة في مجالي الكهرباء والمغناطيسية. لقد أحدثت اختراعاته في مجال الكهرباء بالتيار المتردد، والتي تُوفر الطاقة للمنازل والمباني، نقلة نوعية في العالم الحديث. مُنحت هذه الشخصية التاريخية الأعسر 125 براءة اختراع، من بين اختراعاته الشهيرة التي لا تزال تُستخدم حول العالم ملف تسلا (دائرة محولات كهربائية رنينية)، وجهاز التصوير الشعاعي (الأشعة السينية)، والراديو، ومصباح النيون.
فنسنت فان جوخ

هو رسام هولندي من عصر ما بعد الانطباعية، اشتهر بضربات فرشاته المعبرة وألوانه النابضة بالحياة. وكثيراً ما يُشار إلى استخدام يده اليسرى كجزء من أسلوبه الفني المميز. ويُعتبر من أشهر الفنانين وأكثرهم تأثيراً في تاريخ الفن الغربي. أبدع أكثر من 2100 عمل فني، منها 860 لوحة زيتية و1100 رسم ورسومات تخطيطية. من أشهر أعماله: ليلة مرصعة بالنجوم ، ودوار الشمس، والسوسن، وحقل القمح مع الغربان.
فولفغانغ أماديوس موزارت
أحد أكثر الملحنين تأثيراً في العصر الكلاسيكي. وُلد في النمسا، واشتهر بألحانه وتناغماته المعقدة. على عكس العديد من ملحني عصره، كتب موزارت لجميع الأشكال الموسيقية، كالسيمفونيات وكونشيرتوات البيانو والأوبرا، وتفوق في جميعها. ولا يزال هذا المايسترو الأعسر يأسر الجماهير حول العالم بأعماله الشهيرة، بما في ذلك الناي السحري، وزواج فيجارو، وقداس الموتى في مقام ري الصغير، وغيرها.
مايكل أنجلو
النحات والرسام والشاعر الايطالي مايكل أنجلو ( مصدر الصورة: Stock Montage/Getty Images)
كان نحاتاً ورساماً وشاعراً ومهندساً معمارياً إيطالياً من فلورنسا في عصر النهضة العليا، ويُعتبر أشهر فناني عصر النهضة الإيطالي وعبقرياً فنياً. كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر على محور الفنون ضمن عصره وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة، أشهر أعماله هو رسم سقف كنيسة سيستين في روما، حيث يظهر آدم أيضاً أعسر.
بول كلي
فنان سويسري ألماني. اعتمد أسلوبه التجريدي في الرسم بشكل كبير على استخدام رموز شخصية طفولية، حيث جدته لأمه هي التي مهدت له الخطى الأولى نحو الفن، بعد أن أهدته وهو في سن الثالثة أوراقاً للرسم وأقلاماً ملونة، وبدأ يرسم بيده اليسرى ويذكر كل تلك المرحلة بأنها كانت بداية خطواته في رحلته الفنية، حتى أنه ضم بعض رسوماته من مرحلة الطفولة المبكرة إلى سجل أعماله الخاص به.
ابتكر تقنية جديدة، تعتمد على النقش بإبرة مدببة على لوح زجاجي مطلي بالسناج، وأنتج بهذا الأسلوب 60 عملاً، كانت جديدة في ذلك العصرولافتة للنظر.