القيصرية بين الرغبة والرهبةإشكالية التبسيط والإختلاطات

لطالما شكلت الولادة حد ثا مميزا في تاريخ الشعوب والأمم

ولطالما كان لآلهة الخصب في الحضارات القديمة جاذبية متفردة عن كل الآلهة الوثنية ،كذلك كانت عشتار في بلاد مابين النهرين.
تقول الأساطير القديمة إن البذور الأولي علي هذه الأرض أتت عبر أرسال من طيور خضر تحملها في مناقيرها
ثم أرسلتها سحبا علي الأرض فأنبتت وربت
تلك خصوبة الأرض وإنباتها، فماذا عن خصوبة الإنسان ونمو ه وتخلقه واكتماله قبل ولادته، ذلك ما تصفه بتفصيل دقيق سورة ( المؤمنون):

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين

هذالخلق الكريم الذي يبقي في رحم أمه 43 أسبوعا علي أكثر تقدير تكون ولادته حدثا مهما ليس فقط لوالدته ولكن لكل الأسرة ، ولكن في أحيان معينة لا تتم الولادة بالطرق الطبيعية ، عندها نلجأ للقيصرية:
-فما هي القيصرية

ما أهم استطباباتها
ما أهم اختلاطاتها
-وما هو مفهوم القيصرية التوافقية
تلك بعض الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها مختصرة قصد تنوير القراء حول عملية بسيطة في إجرائها ، ولكن قد تكون معقدة في اختلاطاتها وعقابيلها.
.
القيصرية نسبة إلي قيصر الذ ي تزعم الروايات المتداولة انه ولد بها هي عبارة عن عملية فتح للبطن علي مستوي المنطقة الخثلية ثم فتح وتبعيد الأنسجة ثم فتح الرحم وتخليص الوليد مع إعادة خياطة وترميم كل الطبقات حتي الجلد ،وهي تجري في حالة استحالة إو تعذر الولادة عن الطرق الطبيعية .
ويكون ذلك إما نتيجة عيب دائم مما يجعلها الطريق الأوحد للولادة كما في تضيق الحوض للوالدة أوتشوهه .
أما في حالات أخري فيبقي الإستطباب نسبيا وغير دائم مثلا في حالة الآرجاج الحملي والمشيمة المرتكزة ارتكازا معيبا والورم الدموي خلف المشيمة والجنين العرطل ( زائد الوزن) .
كل ذلك يجعلنا حريصين جدا علي وضع تشخيص دقيق واستطباب دقبق لأول قيصرية
ذلك أنه بعدها يكون الإتجاه عموما لا جراء قيصرية ثانية وثالثة.
في العالم بقدر أن نسبة 21% من الولادات تتم عن طريق قيصرية وتتفاوت هذالنسبة حسب الدول من 1% إلي 58%..
تقول منظمة الصحة العالمية بأن نسبة ما بين 10% إلي 15% من القيصريات نسبة لمجمل الولادات في بلد معين يعتبر مؤشرا لنقص نسبة موت الأمهات، وفي بلادنا تصل هذه النسبة بالكاد ل 5% علي مستوي الوطن جميعا ولكنها نسبة تحجب حقيقة عدد القيصريات في المستشفيات وخاصة في العاصمةً،والتي تصل أحيانا ل25% وأكثر مما يعرض لإختلاطات الخطير ة
..
^^ القيصرية عملية وليست طريقة ولادة اختيارية
ذلك أن القيصرية تعرض لإختلاطات التخدير واختلاطات العمل الجراحي من نزف أو إنتان وهي أمور يجب أخذها دوما بالحسبان.
أما الإختلاط الإكثر خطورة والذي أصبحنا نراه في ممارستا وبشكل غير مسبوق فهو:
تداخل المشيمة المرتكزة PlacentaAcreta علي الندبات السابقة للعمليات والتي تعبر جدار الرحم وقد تصل للمثانة والمستقيم وتؤدي إلي التصاق تام يمنع تقشيرها مما يسبب نزيفا هائلا. ويكون التدبير عادة سباقا مع الزمن لنزع الرحم قبل موت المريضة .

لذلك فإن النقاط التالية يجب أخذها بعين الإعتبار من أخصائي النساء والتوليد قبل وضع استطباب القيصربة ً.’ كما يجب تفهمها من الوالدة:

لا تجري العملية القيصرية إلا إذا كانت الولادة الطبيعية تشكل خطرا حقيقيا علي الوالدة أوجنينها
القيصرية ككل عملية لها اختلاطاتها النزفية التخديرية والإنتانية
كلما تعددت القيصريات زاد احتمال حدوث حالة المشيمة المتدا خلة اللاصقة Placenta Acrets
المهددة لحياة الأم.
لايمكن ان تكون القيصرية التوافقية بطلب الوالدة بدون استطباب واضح امرا روتينيا لأنها في النهاية تعني قبول الطبيب ( بصفقة غير علمية) وتخليه عن الحصافة والراي الطبي النزيه.
—————-
د. أحمد باب عبد الحليل
طبيب نساء وتوليد
أستاذ مساعد في كلية الطب.