في ذكرى نور الشريف “سواق الأتوبيس “

في مطلع الثمانينات إلتقى السيناريست الكبير بشير الديك ومخرج الروائع عاطف الطيب والمجتهد في اختياراته نور الشريف ،وكان هذا اللقاء اعلانا لميلاد فيلم سواق الأتوبيس الذي يحكي بواقعية مدهشة استفحال المادة على قيم الأخلاق والوفاء . عدى الموسيقى التصويرية الراقية وذات الشجن لكمال بكير ،فإن عاطف الطيب أبدع كثيرا في تحريك الكميرا واقتناص مشاهد درامية بينها الإحباط الذي يتسلل لنور الشريف بطل الفيلم وزملاؤه القادمون من الحرب وهم يتبادلون الشكاوي من هموم الحياة فجرا أمام سفح الأهرام وكذلك حديث العيون بين عماد حمدي ونور الشريف مع الاحتفاظ بكادر تصويري قريب مع احساس عالي. سواق الأتوبيس حصد جائزة افضل فيلم في الهند وحصد نور الشريف جائزة افضل ممثل ،ومازل سواق الأتوبيس يعيدنا إلى روعة السينما حينما تطرح الواقع بدون رتوش أو مساحيق وسجل كذلك بين روائع السيما المصرية الخالدة .

بقلم الداه يعقوب