وزيرة المياه: البرنامج الاستعجالي للتنمية المحلية يُجسّد الاستقلال في بعده التنموي

قالت معالي وزيرة المياه والصرف الصحي، منسقة بعثة المنتديات الجهوية للتخطيط التنموي التشاركية على مستوى ولاية الحوض الشرقي، السيدة آمال بنت مولود، أن البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية يشكل مشروعا وطنيًا بارزًا يُجسّد الاستقلال في بعدهج التنموي، عبر التأكيد على أن البناء والعمران هما الامتداد الأصيل لمعاني الاستقلال والسيادة.
وأضافت خلال حفل وضع فخامة رئيس الجمهورية، اليوم الخميس في مدينة النعمة، لحجر الأساس لبدء تنفيذ البرنامج الاستعجالي للتنمية المحلية، إن رئيس الجمهورية وجه الحكومة بالعمل على مواصلة الجهود لبناء دولةٍ خادمةٍ لمواطنيها، تُنصت إليهم، وتستمد أولوياتها من حاجاتهم الفعلية وتطلعاتهم المشروعة لتُصبح خدمةُ المواطن غايةً ساميةً ومبدءا ناظمًا لكل سياسةٍ وبرنامجٍ ومشروع، يُراد به تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق تنميةٍ متوازنة.
وقالت إن البرنامجُ الاستعجاليُّ لتنميةِ مدينةِ نواكشوط باعتباره تجربةٍ أولى لتجسيدِ هذه الرؤيةِ على أرضِ الواقع، بلغت الأشغال فيه اليوم مراحل متقدّمة حيث تجاوزت نسبُ التنفيذِ بكثيرٍ مايقابلُها من الآجالِ المستنفدَةِ، في سابقةٍ نادرةٍ في تاريخِ البلد.
وبينت أن هذه المقاربة ذاتها تتجسد اليوم من خلال البرنامج الاستعجالي لتعميمِ النفاذِ إلى الخدماتِ الأساسية، بوصفِه خطوة جديدة في مسارٍ تنموي طموحٍ، قائمٍ على المقاربةِ التشاركيةِ التي تضعُ المواطنَ في صميمِ القرارِ التنمويِّ، وتعتمد التشارك آلية فعّالة لتسريعِ وتيرةِ التنميةِ وضمانِ استدامتِها في كافةِ ربوعِ الوطن.
وذكرت بالبعثات الوزارية متعددة القطاعات التي أرسلتها الحكومة إلى مختلفِ ولاياتِ الوطن، والتي التقتْ بالسلطاتِ الإداريةِ والمنتخبينَ والمواطنينَ، واستَمعتْ منهم إلى احتياجاتِهم ومطالبِهم، مشيرة إلى تسجيل تلك المطالبِ وترتيبُها وفقَ مبدء الأولوياتِ، وتقديمها للحكومة التي عملتْ على مراجعتِها ودراستِها وتعبئةِ التمويلاتِ اللازمةِ لتنفيذِها، وتسريعِ مختلفِ الإجراءاتِ المعمولِ بها في هذا المجال.
وأوضحت أنه تم الوصول إلى المرحلةِ التي انتظرَها المواطنونَ بفارغِ الصبرِ، وهي الانطلاقةِ الرسمية للأشغالِ في مختلفِ الورشِ والمشاريعِ المدرجةِ ضمنَ هذا البرنامجِ، التي تضم أكثر من 4400 تدخل على عمومِ الترابِ الوطني.
وبينت أنه في مجال النفاذِ إلى المياهِ الصالحةِ للشربِ في المشاريع البنيوية الكبرى المنفذة أوالتي هي قيد التنفيذ يتضاعف الإنتاج في أهم المصادرِ المائيةِ الوطنيةِ، في بولنوار، وإديني، وآفطوط الساحلي، وآفطوط الشرقي، وبوحشيشة، واظهر، مشيرة إلى أن كل هذه الخطوات يرافقها في الوقتِ ذاتهِ إطلاق مشاريعَ جديدة للإنتاج والنقل والتوزيع في عدد من المدنِ، إلى جانب أعمال الصيانةِ وإعادةِ التأهيلِ، التي أسهمتْ في رفعِ القدرةِ الإنتاجيةِ الإجماليةِ للمياهِ بنسبةٍ تقدر بنحوِ 65%.
وأكدت أن هذا البرنامج الاستعجالي يأتي استجابة سريعة للطلبات الملحةِ للمواطنين في عددٍ من القرى والمدنِ، إذ سيسمح بحفرِ أكثرَمن 952 بئرًا ارتوازيةً، وتجهيزِ117 بئرًا أخرى، وتوسيعِ وترميمِ 194 شبكةَ مياهٍ، وإعادةِ تأهيل وزيادةِ الإنتاجِ في 28 مركزًا حضريا، وبناءِ 34 خزانا مائيا، فضلا عن إعادةِ تأهيلِ المصادرِ القديمةِ للمياهِ في عواصمِ المقاطعاتِ المستفيدةِ من شبكةِ مياهِ اظهر.
وأبرزت أن القطاع عمل على صيانة وإعادةِ تأهيلِ أجزاءٍ من منظومةِ مياهِ “اظهر” خلال الفترةِ الماضيةِ ، ممّا أسفرَ عن رفعِ الإنتاجِ بنسبةِ 15% غيرَ أنَّ هذه الزيادةَ، رغمَ أهميتِها، لا تزالُ دونَ مستوى الحاجاتِ المتناميةِ للسكان، وهو ما دفعَ القطاعَ إلى التحضيرِ لإطلاقِ أشغالٍ جديدةٍ تهدف إلى تأمينِ المنظومةِ ورفعِ قدرتِها الإنتاجيةِ لتبلغ َ20.000 متر مكعّب يوميا، من خلالِ إنشاءِ منشآتٍ كهربائيةٍ مستقلةٍ عن الشبكةِ الحاليةِ، بما يضمنُ استدامةَ الخدمةِ وتحسين مردودِ هذا المصدرِ الحيوي.