رئيس الجمهورية يشرف على تخرج الدفعة الـ46 لطلاب المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء

أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الاثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات “المختار ولد داداه”، على حفل تخرج الدفعة الـ46 للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء.

 

ويبلغ مجموع هذه الدفعة 236 خريجا، من بينهم 77 امرأة، أي بنسبة 32.63%، وتأتي استجابة لحاجة عدد من القطاعات الحكومية، هي: وزارة العدل (61 خريجًا)، ووزارة الشؤون الخارجية (10 خريجين)، ووزارة الداخلية (30 خريجًا) ووزارة المالية (60 خريجًا)، ووزارة الوظيفة العمومية (15 خريجًا)، ووزارة التجارة (60 خريجًا).

 

 

 

وعبر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في كلمته بالمناسبة، عن تثمينه لإسهام المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء في بناء وترسيخ أسس الدولة الحديثة من خلال ما تقوم به من إعداد وتكوين الأطر الذين تقع عليهم مسؤولية تطوير وضمان استمرارية المرفق العمومي، وتجسيد قيم الجمهورية في أساليب التسيير اليومي، وأنماط العلاقة مع المواطن، وتنفيذ مختلف الإصلاحات والبرامج.

 

وقال إنه لا تنمية ولا أمل في الإصلاح دون القضاء على كل أشكال الفساد إداريا كان أو ماليا، مؤكدا أنه ألزم الحكومة بتطبيق توصيات أجهزة الرقابة والتفتيش بنحو لا يفلت معه متورط في ممارسات مشبوهة، من المساءلة والعقوبة، بصرف النظر عن علو مكانته.

 

 

 

من جانبه، أكد المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، السيد محمد يحيى السعيد، أن حرص فخامة رئيس الجمهورية على الحضور الشخصي لحفل تخرج هذه الدفعة يعكس عمق اهتمامه برأس المال البشري، وتقديره لأطر وكفاءات المستقبل الذين يشكلون عماد نهضة الوطن وضمان تقدمه في مسيرته التنموية الواعدة.

 

وأضاف أن تقدم الدول وازدهار الأمم يُقاسان بما تمتلكه من كفاءات وما تتقنه من مهارات، ولذا أصبحت صناعة رأس المال البشري وتنمية الخبرات الوطنية عماد الريادة في هذا العصر، ومعيارا أساسيا من معايير التنمية الشاملة.

 

وأضاف أن فخامة رئيس الجمهورية أولى هذا المجال عناية خاصة واهتماما منقطع النظير، مشيرا إلى أن هذا الحفل يجسد رؤية فخامته الثاقبة في مجال تطوير رأس المال البشري وبناء الكفاءات الوطنية.

 

وقال إن المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء تفخر بأنها كانت منبرا لخطاب فخامة الرئيس التاريخي قبل ثلاث سنوات، الذي رسم معالم رؤية الإصلاح الإداري وتقريب المرفق العمومي من المواطن وترسيخ قيم العدالة والإنصاف.

 

وأكد أن المدرسة واصلت تنفيذ هذا التوجه من خلال التكوين الأولي والتكوين المستمر، والمساهمة في إعداد وتنفيذ برامج الإصلاح الإداري.

 

وأوضح المدير العام أن برامج التكوين الأولي والمستمر شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا نوعيا، حيث استفاد من التكوين المستمر نحو ثمانية آلاف موظف في القطاع العام خلال السنوات الثلاث الماضية، مما عزز مكانة المدرسة كقطب امتياز وبيت خبرة وطني.

 

وبين أن المدرسة أصبحت اليوم، أكثر من أي وقت مضى، قادرة على الاضطلاع بمهمتها الوطنية النبيلة، وفق رؤية استراتيجية ترتكز على أربعة محاور رئيسية هي تعزيز البنية المؤسسية؛ وتطوير نظام التدريس؛ ومراجعة وتطوير التكوين المستمر؛ وترقية الجوانب الأكاديمية والبحثية.

 

وأشار إلى أن هذه الرؤية دخلت حيز التنفيذ بدعم من معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي وحكومته، وبفضل جهود الطواقم الأكاديمية والإدارية للمدرسة.

 

وبدوره، عبّر ممثل الخريجين السيد محمد سعدبوه كمرا، باسم زملائه، عن جزيل شكره وامتنانه لفخامة رئيس الجمهورية على ما أُتيح لهم من تكوين نوعي على مدى عامين، جمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية.

وثمن ما تحقق من إنجازات في مجال تكوين وتأهيل الشباب، مؤكدا استعداد خريجي الدفعة لخدمة الوطن بإخلاص، وموجّها شكره لإدارة المدرسة وطواقمها الأكاديمية والإدارية على الجهود التي واكبتهم طيلة فترة التكوين.

وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي تناول مختلف مهام المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، باعتبارها من أعرق وأقدم مؤسسات التعليم العالي في البلاد (تأسست سنة 1962)، كما استعرض تاريخها واستراتيجيتها وبرامجها التكوينية.

وجرى الحفل بحضور معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي ورئيس الجمعية الوطنية ورئيس المجلس الدستوري والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية والوزيرين المستشارين برئاسة الجمهورية وأعضاء الحكومة وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية ووالي نواكشوط الغربية ورئيسة جهة نواكشوط وعمدة بلدية تفرغ زينه، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في موريتانيا.