أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الخميس بالمركز الدولي للمؤتمرات في نواكشوط، على حفل تكريم الفائزين في مسابقة النسخة الخامسة من جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية.
وتهدف هذه الجائزة، التي أطلقت بتعليمات من فخامة رئيس الجمهورية، خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم 16 سبتمبر 2020، إلى تشجيع ودعم طلاب المحظرة على القراءة والتميز والحفاظ على خصوصية البلد وتميزه في مجال التعليم المحظري، واستدامة المنهج المحظري، وضمان استدامة منهج طلاب المحظرة في حفظ وفهم وتدريس المتون، وإعادة الألق الثقافي والإشعاع الحضاري لبلادنا الناتج بالأساس عن التبحر في العلوم الشرعية واللغوية.
وتشمل مواضيع هذه المسابقة السنوية، كل العلوم المحظرية في متونها المدرسة في كبريات محاظر البلد، والتي تضم القرآن الكريم وعلومه، والفقه وأصوله وقواعده، والحديث الشريف وعلومه، والسيرة النبوية، واللغة العربية وعلومها، والمنطق والبيان.
وقد سلم فخامة رئيس الجمهورية للفائز الأول، جائزته وقدرها خمسة ملايين أوقية قديمة، وتسلم الفائز الثاني جائزته التي تبلغ أربعة ملايين أوقية قديمة من طرف معالي الوزير الأول، في حين سلم معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي للفائز الثالث جائزته البالغة ثلاثة ملايين أوقية قديمة، وتسلم الفائز الرابع جائزته التي تبلغ مليوني أوقية من طرف، رئيس هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسلم للفائز الخامس جائزته التي تبلغ مليون أوقية قديمة، الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، السيد سيدي يحي ولد شيخنا ولد لمرابط، أن الجائزة تكرس عناية فخامة رئيس الجمهورية بنفض الغبار عن الموروث الثقافي الثري للبلد، والنهوض به بعد أن كادت عاديات الزمن تجعله في طي النسيان، معتبرا أنها كذلك تمثل مسعى لدفع جميع شرائح المجتمع للاستزادة من عطاء المحظرة، بوصفها حصنا منيعا من كل أشكال التشدد والتعصب والانحراف.
وأضاف أن هذه الجائزة تعتبر إضافة نوعية لما تحقق من إنجازات معتبرة على كافة الأصعدة الحيوية وخصوصا في مجال الاهتمام بالدين الاسلامي، والمكانة المرموقة التي يحظى بها، مشيرا إلى أن ما عرفته هذه النسخة من نجاح متميز للمتسابقين دليل ساطع على ما باتت تحظى به المحظرة.
وأكد أنهم حرصوا خلال الإشراف على المسابقة أن تكون شفافة وعادلة، تنفيذا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، مبرزا أن هذه المسابقة ستكون مدعاة لتشجيع وتحفيز الجيل الصاعد للإقبال على التعلم عموما والاستفادة من العطاء العلمي للمحظرة خصوصا، والتمسك بمرجعيتها الفقهية الصافية ومناهجها الرقراقة المؤسسة على الاعتدال والوسطية والتسامح.
وبدوره عبر المتحدث باسم الفائزين السيد عبد الجليل أحمدو سيديا، في كلمة له بالمناسبة، عن شكره لفخامة رئيس الجمهورية على ما أولى من أهمية خاصة للمحظرة الموريتانية وتشجيع لخريجيها، مشيدا بما قامت به وزارة التوجيه الإسلامي والتعليم الأصلي، لضمان تنظيم هذه المسابقة في جو تنافسي إيجابي شفاف، تماشيا مع التعليمات السامية لفخامة رئيس الجمهورية.
وقال إن الجائزة أحيت ماضي المحظرة المشرق، مشيرا إلى المكانة العلمية الكبيرة التي كان يحتلها البلد، مضيفا أن للبلاد تاريخا حافلا بالعطاء صنعه شيوخ المحاظر، ورسخ الوسطية وأبعد الغلو والتطرف.
من جهته قال رئيس رابطة العلماء الموريتانيين، السيد الشيخ ولد صالح، إن المحظرة شكلت على مرّ قرون من الزمن معلمة تاريخية وحضارية في هذه الصحراء قهرت الطبيعة ووطنت الثقافة بين التلال والربى، مشيرا إلى أن المحظرة الشنقيطية تعتبر مصدر إلهام وقبلة لعطاء علمي وتربوي له خصوصياته الفردية في التمكين والاعتدال والاستقامة.
وكان رئيس هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بدولة الإمارات العربية المتحدة، السيد عمر حبتور الدرعي، تحدث قبل ذلك، حيث أبلغ فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، والشعب الموريتاني، تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بهذه المناسبة السعيدة، مؤكدا أن إشعاع المحظرة الشنقيطية وصل دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت مبكر عبر كوكبة من العلماء والقضاة، داعيا إلى تعزيز تلك المكانة المشرفة للمحظرة الشنقيطية.
وشهد الحفل تقديم فيلم وثائقي تطرق خلاله المتدخلون من علماء وشيوخ وطلاب لدور المحظرة الشنقيطية وأهميتها، وحجم الانعكاسات الإيجابية الكبيرة التي أضافتها جائزة رئيس الجمهورية السنوية لحفظ وفهم المتون المحظرية، والتي أعادت للمحظرة الشنقيطية ألقها ودورها الريادي الذي ما فتئت تضطلع به.