أسباب وعوامل قد تؤدي إلى ضعف مناعة طفلك سيدتي

من البديهي أن تهتم الأم بصحة طفلها ومناعته أي قدرته على مواجهة الأمراض والعدوى، ولذلك فهي تهتم ومنذ عمر مبكر بتغذيته ورعايته بكل السبل، وتسجل الكثير من الأمهات تجاربهن حول هذا الموضوع الهام.
يتعرض الطفل في السنوات الأولى من حياته للكثير من مصادر العدوى التي تسبب الأمراض له، وغالباً ما نرى الأم من الزائرين الدائمين في عيادات طب الأطفال، وتعتقد الأم أن المولود مثلاً يكون ضعيف المناعة بسبب صغر حجمه ويلجأن للطبيب بمجرد ارتفاع حرارته أو بمجرد إصابته بنوبة بسيطة من العطس، ولكن ذلك لا يمنع أن هناك أمهاتٍ لديهن تجارب حول تقوية مناعة أطفالهن وقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالدكتورة كوثر عبدالعزيز؛ استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، حيث أشارت إلى تجربة بعض الأمهات في تقوية مناعة أطفالهن منذ ولادتهم بعادات غذائية وصحية سليمة، ابتداءً من الحرص على الرضاعة الطبيعية والنظافة الشخصية وعدم الإسراف في استخدام المضادات الحيوية وغيرها من الطرق كالآتي:

الحرص على الرضاعة الطبيعية منذ لحظة الولادة

 

احرصي على إرضاع مولودك بمجرد نزوله من رحمك وقبل قطع الحبل السري، فهذه اللحظات الذهبية كما يُطلق عليها التي يمكن أن تُعززي من خلالها من مناعة طفلك وحيث ينزل من ثدي الأم سائل أصفر شفاف، ورغم قلته إلا أنه يكون منبعاً للمضادات الحيوية التي تقوي مناعة الطفل وتعززها، ويستمر نزول هذه القطرات لعدة أيام متتالية وتكون ذات لون مائل للصفار بسبب محتواها الغذائي العالي من المواد الغذائية وخاصة الدهون، وقد تميل إلى لون الصدأ، ولذلك يُطلق عليها المسمار فيما يُطلق عليها البعض حليب اللبأ أو السرسوب

 

النظافة الشخصية للطفل

اهتمي بالنظافة الشخصية لطفلك ونظافة المكان ونظافتك ولا تصدقي بأن تقليل الاهتمام بنظافة الطفل أو تعمد أن يلعب الطفل بالقاذورات أو أن تتسخ يداه وملابسه يعني أن تصبح مناعته قوية، والواقع أن هناك بعض الأبحاث الضيقة والتي أشارت إلى أن تعرُّض جسم الطفل للجراثيم سواء عن طريق ملابسه ويديه مثلاً، أو الوسط المحيط فيه يُسهم في تأقلم مناعة الطفل مع المرض ومواجهته والتعايش معه عن طريق تكوين أجسام مضادة لمسبب المرض ولكن لا يحدث ذلك في كل الحالات، ولو كان ما يحدث صحيحاً دائما لما كانت هناك الحاجة للبحوث والتجارب المستمرة في المعامل التي أدت إلى توصل العلماء إلى اكتشاف اللقاحات والتطعيمات من أجل للقضاء على العديد من مسببات المرض من الميكروبات والفيروسات والتي أودت بحياة ملايين البشر في أزمان سابقة، وبفضل اكتشاف اللقاحات والتطعيمات أصبح الخلاص من خطرها والقضاء عليها يتم عن طريق حقنة صغيرة في جزء من جسم الطفل أو بعض قطرات تقطر في فم الطفل أيضاً.

 

تقليل استهلاك المضادات الحيوية

  • لا تُقدمي لطفلك أي دواء دون مشورة الطبيب وخاصة  المضادات الحيوية  لأنها تعمل على تدمير مناعة الطفل الذاتية إن لم يعمل على إضعافها، وليس صحيحاً أن الطفل حين يُولد يكون ضعيف المناعة وبمجرد ارتفاع حرارته أو إصابته بالعطس يجب أن تقدمي له المضاد الحيوي، فالعكس هو لا صحيح لأن الطفل يكون قوي المناعة ويستمد هذه المناعة خلال مرحلة الحمل ومن حليب الأم، حتى ستة أشهر من عمره، أي منتصف عامه الأول، كما أن هناك بعض العوارض الصحية لا تحتاج للمضادات الحيوية ويؤدي كثرة استهلاك المضاد الحيوي إلى تكرار إصابة الطفل بنفس المرض وعلى فترات متقاربة.
  • توقفي تماماً عن إعطاء أي مضاد حيوي لطفلك دون أن يحدد الطبيب نوع العدوى التي تعرَّض لها الطفل، فهناك عدة أنواع من المضادات الحيوية، كما أن كل نوع منها يكون مخصصاً لعدوى معينة، فهناك العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية واستخدام المضاد الحيوي بناءً على تجارب أمهات أخريات، يعني توقف وسائل الدفاع الطبيعية المتواجدة بكثرة في جسم الطفل عن عملها وهذه الوسائل الدفاعية الطبيعية وُجدت من أجل مقاومة العدوى، وبالتالي فدخول دواء عبارة عن فيروس مضعف مثلاً يعمل على إضعاف قوتها وتصبح غير قادرة على مقاومة الجراثيم او الفيروسات، ويصبح من السهل تكرار إصابة الطفل بالمرض وتطول مدة التعافي منه مرة تلو المرة.

تقديم الغذاء الصحي من عمر أربعة أشهر

  • ابدئي ومنذ الشهر الرابع من عمر طفلك وبناء على التوجهات الحديثة في طب ورعاية الاطفال حول العالم بإضافة الطعام التكميلي لرضيعك إلى جانب الرضاعة  الطبيعية، ويجب أن يكون هذا الطعام محضراً في المنزل وليس معلباً، لأن الوجبات المعلبة أو سابقة التحضير والمجمدة والتي تُباع للرضع تكون فاقدة لمعظم الفيتامينات والمعادن، كما أنها تحتوي على ألوان ومواد حافظة، وهذه تسبب ضعف مناعة الطفل وتزيد من خطر إصابته بالأمراض وخاصة الأمراض الخطيرة والتي تحذر منها منظمة الصحة العالمية.
  • احرصي على تقديم جميع العناصر الغذائية لطفلك في وجباته الثلاث، بحيث يحصل على حصص متساوية من البروتين والنشويات والسكريات والدهون والفيتامينات والمعادن، ويجب ألا تقللي أي محتوى غذائي على حساب محتوى آخر، فمثلاً زيادة تقديم السكريات والنشويات ترفع احتمالية إصابة الطفل بالسكري وتؤثر على  معدل السكر التراكمي الطبيعي عند الأطفال وكذلك تسبب لهم البدانة وتُصيبهم بفقر الدم.

تقديم جرعات فيتامين د في عمر مبكر

 

  • احرصي على تقديم فيتامين د لطفلك الرضيع في عمر مبكر، فإذا كان طفلك يرضع رضاعة طبيعية فقدمي له جرعة يومية ابتداء من الشهر الثاني من عمره، ويجب ألا تتأخري في تقديمها عن الشهر الرابع من عمره وتكون الجرعة اليومية بواقع 400، علماً بأنك سوف تبدئين في زيادة جرعة فيتامين “د” اليومية بعد ذلك ومن خلال المتابعة مع طبيب الأطفال، ففي عمر سنة حتى عمر السنتين يجب أن يحصل طفلك على 600 وحدة يومياً ويمكن ان تستمر هذه الجرعة حسب صحة ووزن الطفل إلى سن متقدمة قليلاً، فالأطفال فوق عمر 9 سنوات سوف يحصلون على جرعات أعلى، ولكن يجب ألا تزيد الجرعة اليومية من فيتامين د عن 4000 وحدة دولية.
  • قدمي لطفلك إذا كان يُرضع رضاعة صناعية جرعات فيتامين د اليومية في عمر متأخر قليلاً عن العمر الذي تقدمي فيه الجرعة اليومية لطفلك الذي يُرضع منك، وذلك لأن الحليب الصناعي يحتوي على كمية محدودة وثابتة من فيتامين د كمكمل غذائي مضاف للحليب إضافة لعناصر غذائية أخرى تُضاف إلى حليب الرضع، وبالتالي فالرضيع يحصل على هذه الجرعة الثابنة منذ أن يبدأ بتناول الحليب الصناعي كمصدر غذائي بديلاً عن حليب الأم لأسباب معينة، ويوفر الحليب الصناعي ما بين 20% إلى 37% تقريباً من احتياج الرضيع اليومي من فيتامين د، وفي نفس الوقت يجب ألا تقدمي فيتامين د للرضيع أو للطفل الكبير قبل النوم لأنه سوف يسبب له الأرق وعدم النوم المتواصل والعميق، وذلك لأنه يثبط من عمل هرمون النوم، ويُفضل أن يحصل عليه بعد وجبة إفطار محتوية على الدهون مثلاً لكي تعزز من امتصاصه في الجسم.

* ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

 

المصدر مجلة سيدتي