نزار عازف على مشاعر حواء

في العام 1959 بعث نزار قباني الشاعر الشاب يومها بقصيدة “أيظن أني لعبة بيديه” إلى المطربة السورية الأصل نجاة الصغيرة. عرضت نجاة كلمات القصيدة على الملحن محمد الموجي وبعده كمال الطويل ورفضا تلحينها. كما انتقدت من قبل بعض الشعراء والنقاد بوصفها تكسيرا للغة العربية وخصوصا العقاد وصلاح عبد الصبور وكذلك مجمع اللغة العربية في القاهرة. بعد نشر القصيدة في جريدة الأخبار المصرية مرفقة بالبحث عن ملحن للقصيدة اتصل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب على نجاة الصغيرة وأسمعها مقطعا تلحينيا للقصيدة التي قفزت عاليا وحصدت جمهورا طربيا وشعريا متواصل إلى اليوم. نزار قاد معركة التجديد الشعري والخروج على القوالب الجامدة من ديوانه الأول “طفولة نهد” الذي منع في جميع الدول العربية وصولا لبقية القصائد المجلجلة والمنسابة معاني وكلمات كخرير المياه. و أعطى وهجا وجماهيرية كبيرة لديمي وسدوم في أشرطتهما الخالدة والتي أبحرت في عالم الحب والجوى مع قصائد نزار لتكون نفحة سلوى وصبر لكل عاشق ومسلوبة اشتعلا بنيران الصبابة.