الأم مدرسة
يقول الشاعر العربي الكبير حافظ إبراهيم : الأم مدرسة إذا اعددتها ***اعددت شعبا طيب الأعراق
مقولة لها معاني كثيرة تصب في نفس المنحى التربوي والأدبي والأخلاقي وتفيد بأن الأم هي الأقرب إلى كل واحد منا وهي التي تفهم سلوكياتنا وتوجهاتنا وتتفهم أخطاءنا من أجل إرضائنا ، وهي التي توجهنا وترشدنا وتعلمنا ألف التربية وأبجدياتها ولذلك فإن كل النجاحات تحسب لها بناء على ما تقوم به من تضحية في سبيل نجاح الأبناء وتحقيقهم لأهدافهم وغاياتهم.
ولذلك خطفت الأمهات الأضواء في المونديال القطري العربي الجاري حاليا بالأراضي القطرية خصوصا من طرف لاعبي المنتخب المغربي الذين تقاسم البعض منهم فرحة التأهل للدور الثمن النهائي من المونديال مع أمهاتهم اللواتي حضرن لمآزرتهم وتشجيعهم عن قرب قاطعات من أجل ذلك مسافات بعيدة وكانت اللقطات الأجمل هي تلك التي عاشها النجم المغربي أشرف حكيمي مع والدته بمدرجات الملعب بعد الفوز على اسبانيا في مباراة الدور الثمن النهائي بركلات الترجيح حيث توجه اللاعب المغربي إلى والدته التي قبلته تعبيرا عن فرحتها بما قدمه ابنها وزملاءه على أرضية الميدان ، مشهد غاية في الروعة يعكس قيمة الأم ودورها الكبير في الدعم والمؤازرة .
حكيمي لم يكن وحده من حظي بدعم أقرب الناس إلى قلبه لحظة الفرحة بالتأهل بل عاش زميله في المنتخب سفيان امرابط فرحة مشابهة بنفس السيناريو مع والدته بعد تأهل المنتخب المغربي للدور نصف النهائي على حساب المنتخب البرتغالي ، حيث نزلت والدته إلى أرضية الميدان وشاركت ابنها فرحة التأهل ورقصت معه رقصة جميلة أبهرت الحضور وأكدت بالفعل على أنه لا شيء يضاهي فرحة الام بابنها.
هي إذن لحظات للتاريخ عاشها حكيمي ولمرابط مع الأمهات ستبقى خالدة في الذاكرة وستبقى مثالا يحتذى به في برور الوالدين فكما يقول ديننا الإسلامي الحنيف ” رضا الله في رضا الوالدين” ، فجميل جدا أن نرضي من كانت لنا سندا وعونا ومن حملتنا كرها ووضعتنا كرها.
كلنا خلف المغرب في مهمته الصعبة أمام المنتخب الفرنسي مساء الأربعاء في إطار منافسات الدور نصف النهائي من كأس العالم “فيفا قطر 2022 ” .
أبو بكر تورو