نواكشوط الشمالية: تخليد اليوم الوطني للمدرسة الجمهورية وتكريم 116 من المتميزين في الحقل التربوي

احتضنت مدرسة الشيخ الغزواني بمقاطعة دار النعيم في ولاية نواكشوط الشمالية، اليوم الجمعة، فعاليات تخليد اليوم الوطني للمدرسة الجمهورية، تزامنا مع توزيع جائزة رئيس الجمهورية للمدرسين المتميزين للعام الدراسي 2024–2025.

وشمل التكريم 116 من المفتشين والمستشارين التربويين والمراقبين العامين والملحقين الإداريين ومديري المدارس ومديري الدروس والأساتذة والمعلمين، في ولايات نواكشوط الثلاث.

وفي كلمة بالمناسبة، قالت معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي، السيدة هدى بنت باباه، إن المدرسة الجمهورية تمثل مشروعا وطنيا استراتيجيا لحفظ الهوية الوطنية وصناعة الوعي وبناء المستقبل وترسيخ الوحدة الوطنية، مشددة على أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا القرار التاريخي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بإنشاء المدرسة الجمهورية، التي جمعت مئات آلاف التلاميذ من مختلف الفئات والأعراق في فضاء تعليمي موحّد.

وأكدت معالي الوزيرة أن السنوات الأربع الماضية شهدت تطورا غير مسبوق في البنية التحتية المدرسية وأعداد المدرسين وتحسين ظروف التأطير التربوي، مبرزة أن سنة 2025 وحدها عرفت تشييد 1200 فصل دراسي جديد، وترميم أكثر من 2200 فصل، وإطلاق برنامج لبناء أزيد من 6000 فصل إضافي، إلى جانب اكتتاب أكثر من 2300 مدرس، مما ساهم في الحد من الاكتظاظ وتحسين جودة التعليم.

وبيّنت معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي أن فخامة رئيس الجمهورية أولى عناية خاصة بالمدرسين من خلال استحداث وزيادة عدة علاوات، والإعلان عن إنشاء صندوق دعم سكن المدرسين، إضافة إلى الرفع من رواتب مفتشي ومدرسي التعليم الأساسي والثانوي، مؤكدة أن هذه الإجراءات تعكس المكانة المحورية التي يحتلها المدرس في إصلاح المنظومة التربوية وبناء المدرسة الجمهورية.

وأضافت معالي الوزيرة أن تخليد الذكرى الرابعة لليوم الوطني للمدرسة الجمهورية يشكل محطة وطنية لتقييم مسار هذا المشروع الإصلاحي واستشراف آفاقه المستقبلية، كما يمثل مناسبة لتجديد الالتزام الجماعي، من سلطات عمومية وأطراف تربوية وأسر، بمواصلة الجهود من أجل ترسيخ مدرسة جامعة ومنصفة تضمن تكافؤ الفرص وتُعد أجيال الغد على أسس من المواطنة والوحدة والانتماء.

ومن جانبه، أكد عمدة بلدية دار النعيم، السيد أمم ولد القطب، أن اعتماد المدرسة الجمهورية خيارا وطنيا لا رجعة فيه يشكل حجر الزاوية في توحيد المنظومة التربوية وبناء الإنسان، مبرزا أن الجهود متواصلة من أجل تحسين ظروف المعلمين عبر الاكتتابات الجديدة والتكوينات المستمرة وتعزيز المسارات المهنية.

وبيّن أن بلدية دار النعيم تضع دعم المدرسة الجمهورية في صدارة أولوياتها التنموية، مؤكدا استعدادها الدائم للتعاون مع السلطات التربوية من أجل مواكبة كل المبادرات الهادفة إلى النهوض بالمدرسة الجمهورية، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء الإنسان وبوابة التنمية الحقيقية ومستقبل الوطن.

ومن طرفه قال رئيس الاتحادية الوطنية لأولياء التلاميذ والطلاب، السيد أحمد ولد الصغير، إن هذا اليوم يشكل محطة وطنية هامة لتجديد الدعم الشعبي لمشروع المدرسة الجمهورية، مثمّنا القرار التاريخي لفخامة رئيس الجمهورية باعتمادها مدرسة موحّدة جامعة، ومؤكدا أن الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ سيظلون سندا قويا لهذا المشروع لما يحمله من ترسيخ لقيم المواطنة والوحدة وبناء أجيال متشبعة بروح الانتماء للوطن.

ومن جانبه قال مدير ثانوية الترحيل 22، السيد إبراهيم ولد الحسين أوداعة، في كلمة له باسم المكرّمين، إن تخليد اليوم الوطني للمدرسة الجمهورية يعكس المكانة المحورية التي تحتلها المدرسة في بناء الأجيال وترسيخ قيم المواطنة، مثمنا ما تحقق من تحسين في ظروف التأطير والدعم التربوي، ومؤكدا التزام الطواقم التعليمية بمواصلة الجهود من أجل الرفع من جودة التعليم وخدمة التلاميذ على الوجه الأمثل.

بعد ذلك، قامت معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي بجولة داخل المدرسة شملت بعض أقسامها، وأشرفت بالمناسبة على عملية تشجير المؤسسة، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز البيئة المدرسية وتحسين محيط التعلّم.

وتخللت الحفل عروض موسيقية قدمها تلاميذ المدرسة، عبّروا من خلالها عن امتنانهم للمدرسة الجمهورية التي جمعت الكل في فضاء تعليمي موحّد.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع المدرسة الجمهورية يُجسّد إحدى أبرز الرهانات الإصلاحية التي يقودها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، باعتباره خيارا وطنيا لا رجعة فيه لتوحيد النظام التربوي وترسيخ قيم المواطنة والمساواة والتماسك الاجتماعي، من خلال توفير تعليم مجاني وعادل يجمع كل أبناء الوطن في بيئة مدرسية موحّدة، تشكل قاعدة صلبة لبناء أجيال قادرة على مواكبة العصر والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

وحضر الحفل والي نواكشوط الشمالية، وعدد من العمد، إلى جانب المديرين الجهويين للتربية وإصلاح النظام التعليمي، وجمع من أطر القطاع وأولياء التلاميذ.