افتتاح ورشة انطلاق مشروع “نافاك” لتطوير سلاسل القيمة في مجال الصيد القاري

أشرف معالي وزير الصيد والبنى التحتية البحرية والمينائية، السيد المختار أحمد بوسيف، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، على انطلاق أعمال الورشة الخاصة بمشروع “سلاسل القيمة المائية الجديدة من أجل تغذية صحية ومستدامة” (NAVAC).

وينفذ هذا المشروع، الذي يمتد لخمس سنوات، بالشراكة بين الوكالة الوطنية لتنمية الصيد وتربية الأسماك في المياه القارية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويستهدف المشروع بشكل خاص تطوير سلسلة القيمة لمصايد الأسماك في “بحيرة فم لكليتة”للصيد القاري الذي هو ركيزة للأمن الغذائي.

وأكد معالي وزير الصيد والبنى التحتية البحرية والمينائية في كلمة بالمناسبة أن قطاع الصيد القاري يمثل ركيزة أساسية ضمن المنظومة الوطنية للصيد، لدوره الجوهري في تعزيز الأمن الغذائي، وخلق فرص العمل، وإنتاج القيمة المضافة.

وأوضح معاليه أن هذا القطاع يحظى بأهمية خاصة في الرؤية التنموية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ضمن برنامج “طموحي للوطن”، الذي تعمل الحكومة بإشراف معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي على تجسيده لبناء تنمية متوازنة وشاملة.

وأضاف الوزير أن برنامج “نافاك” يشكل محطة جديدة لتطوير سلاسل القيمة للمنتجات السمكية في المياه القارية، خاصة في “بحيرة فم لكليتة”، بهدف تكييفها مع الاحتياجات الغذائية، وتحسين الجودة وظروف العرض، ورفع الوعي بالقيمة الغذائية للأسماك القارية.

وجدد التزام قطاعه بدعم هذا البرنامج لتحقيق أهدافه المتقاطعة مع الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفقر وتثبيت السكان في مناطقهم.

من جانبه، عبر سعادة السفير رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في موريتانيا السيد خواكين تاسو فيلالونغا، عن سعادته بإطلاق هذا المشروع الذي يجدد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في موريتانيا.

وأشار السفير الأوروبي إلى أن الأزمات العالمية والمناخية تفرض الاهتمام بالمنتجات المائية كمورد استراتيجي لمكافحة سوء التغذية. وأكد أن اختيار “بحيرة فم لكليتة” يجسد الاعتراف بإمكانات الموارد المائية القارية في موريتانيا كمصدر للدخل وتعزيز الصمود الاقتصادي، خاصة للنساء والشباب والصيادين التقليديين.

وأضاف فيلالونغا أن المشروع يرتكز على نهج تشاركي يجمع السلطات، والمجتمعات المحلية، والقطاع الخاص، مبرهناً على إمكانية التوفيق بين الإنتاج المستدام والاندماج الاجتماعي.

اما السيد جان سيناهون، ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في موريتانيا، فأوضح أن مشروع “NAVAC” يأتي في إطار رؤية المنظمة العالمية القائمة على “إنتاج أفضل، تغذية في أفضل بيئة لحياة أفضل”.

واستعرض المسؤول الأممي أرقاماً مقلقة حول انعدام الأمن الغذائي عالمياً، مؤكداً أن المنتجات المائية في المياه القارية الموريتانية تذخر بإمكانات غير مستغلة، وأن المشروع سيعمل خلال سنواته الخمس على تحويل هذه الإمكانات إلى قيمة اقتصادية وغذائية حقيقية لسكان ولاية غورغول والمناطق المجاورة.

وأشار سيناهون إلى أن السنة الأولى ستشهد تحليلاً شاملاً لسلسلة القيمة وبناء استراتيجية تطوير مدتها عشر سنوات بشكل تشاركي، داعياً الفاعلين المحليين إلى تملك المشروع لضمان نجاحه.

وتستمر أعمال الورشة لمدة يومين، حيث سيناقش المشاركون من خبراء وفاعلي قطاع الصيد القاري، تشخيص الوضع الراهن لسلسلة القيمة في بحيرة فم لكليتة، ورسم خريطة الجهات الفاعلة.

كما يتضمن جدول الأعمال، الذي يشرف عليه فريق تحليل سلسلة القيمة (EACV) التابع للفاو، جلسات تفكير جماعي حول نقاط القوة والضعف والفرص (SWOT)، وتحديد رؤية مستقبلية لسلسلة القيمة خلال السنوات العشر القادمة، على أن تختتم الورشة يوم غد الأربعاء بتحديد الخطوات القادمة للبدء الفعلي في أنشطة المشروع.

وقد تم علي هامش انطلاق الورشة توقيع وثائق المشروع بين وزير الصيد وممثل المنظمة العالمية للأغذية والزراعة.

وجرت فعاليات انطلاق الورشة وتوقيع وثائق المشروع بحضور معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف ومعالي مفوضة الأمن الغذائي السيدة فاطمة بنت خطري.