السجائر الإلكترونية تفتك بالصحة تحت قناع “البديل الآمن”

 

تسوق لها الشركات المنتجة على أنها “بديل أقل ضرراً” أو حتى وسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين، لكن وراء سحب البخار الكثيفة والأضواء البراقة، تكشف الأبحاث الطبية وجهًا آخر أكثر قتامة، يحمل في طياته مخاطر صحية جسيمة تهدد مستخدميها، خاصة فئة الشباب والمراهقين.

ما هي السجائر الإلكترونية؟

السجائر الإلكترونية (E-cigarettes أو Vaping Devices) هي أجهزة تعمل بالبطارية تقوم بتسخين سائل خاص (E-liquid أو E-juice) لتحويله إلى رذاذ استنشاقي (هباء جوي) وليس دخاناً كما في السجائر التقليدية. يحتوي هذا السائل على خليط من المواد الكيميائية، أبرزها:
النيكوتين: المادة المسببة للإدمان بشدة، والتي تستخرج من أوراق التبغ.
*البروبيلين غليكول والجلسرين النباتي: مواد كيميائية تستخدم لتكوين البخار.
المنكهات الكيميائية: التي تعطي النكهات المتنوعة مثل الفواكه والحلوى والنعناع.

البديل الآمن

كانت الرسالة التسويقية الأولى للسجائر الإلكترونية هي تقديم نفسها كخيار صحي لمدخني السجائر العادية الراغبين في الإقلاع، لكن “أقل ضرراً” لا تعني “غير ضار”. 
لقد نجحت هذه الرسالة في خداع الملايين، ليتحول الجهاز من أداة مساعدة محتملة للإقلاع إلى بوابة جديدة للإدمان، خاصة لأولئك الذين لم يدخنوا من قبل أبداً.

 ماذا يقول العلم؟

1.الإدمان والتعرض للنيكوتين: تحتوي معظم سوائل السجائر الإلكترونية على النيكوتين، الذي يعد أحد أكثر المواد إحداثاً للإدمان. يعطل النيكوتين نمو الدماغ لدى المراهقين والشباب، مما يؤثر سلباً على الانتباه والتعلم والتحكم في الانفعالات،كما أنه يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم.

2. أمراض الرئة الخطيرة: ربطت العديد من الدراسات بين استنشاق المواد الكيميائية في البخار والإصابة بأمراض رئوية حادة. 
٣. أشهرها حالة “إصابة الرئة المرتبطة بالتبخير” (EVALI)، والتي أدت إلى دخول المئات للمستشفيات ووفاة عدد منهم. تسبب هذه المواد التهاباً وتلفاً في الحويصلات الهوائية.

3.السموم والمواد المسرطنة: على الرغم من خلو البخار من القطران الموجود في السجائر العادية، إلا أنه يحتوي على مستويات من المعادن الثقيلة (مثل الرصاص والقصدير) والمواد المسرطنة (مثل الفورمالدهيد والأسيتالدهيد)، خاصة عند تسخين السائل لدرجات حرارة عالية.

4. تأثير على صحة القلب والأوعية الدموية:يزيد استخدام السجائر الإلكترونية من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، حيث يمكن أن تسبب المواد الكيميائية تصلب الشرايين وتزيد من احتمالية تجلط الدم.

5. تأثير على الفم والأسنان: يؤدي التعرض للبخار إلى التهاب اللثة، جفاف الفم، وتسوس الأسنان (بسبب السكريات في المنكهات)، مما يخلق بيئة مثالية للبكتيريا الضارة.

6. نقطة انطلاق للتدخين التقليدي: تشكل السجائر الإلكترونية “باباً خلفياً” للتدخين، حيث أظهرت الدراسات أن الشباب والمراهقين الذين يبدأون باستخدام “الفيب” هم أكثر عرضة بثلاث مرات للتحول إلى تدخين السجائر التقليدية لاحقاً.