الوزير الأول ونظيره السنغالي يترأسان جلسة مباحثات بين البلدين
ترأس صاحب المعالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، وصاحب المعالي الوزير الأول بجمهورية السنغال الشقيقة السيد أوسمان سونكو، اليوم الاثنين بقاعة الاجتماعات بالوزارة الأولى، جلسة مباحثات حول سبل دعم التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وفي بداية اللقاء، عبر صاحب المعالي الوزير الأول، عن بالغ ترحيبه واعتزازه بزيارة أخيه الوزير الأول السنغالي ووفده المرافق، مؤكدا أن وجودهم في وطنهم الثاني موريتانيا يعتبر أصدق تعبير عن مستوى العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وقال صاحب المعالي أن ما حققه البلدين الشقيقين من انجازات مشتركة في مختلف المجالات يؤكد متانة هذه العلاقات وتجذرها، مستعرضا في هذا المجال مشاريع قائمة مثل منظمة استثمار نهر السنغال ومشروع جسر روصو، إضافة إلى حقل السلحفاة “احميم” للغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال.
وفيما يلي نص خطاب صاحب المعالي الوزير الأول:
“بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أخي العزيز، معالي السيد أوسمان سونكو، الوزير الأول لجمهورية السنغال،
أصحاب المعالي الوزراء،
أيها السيدات والسادة؛
إنني لمعتز وفخور بأن أرحب، باسمي شخصيا وباسم الحكومة والشعب الموريتانيين، بأخي وصديقي، صاحب المعالي أوسمان سونكو، الوزير الأول لجمهورية السنغال الشقيقة، ووفده المرافق، في وطنهم الثاني وبين إخوتهم وأهليهم. وأقدر، حق التقدير، ما يمثله وجودهم اليوم معنا من تعبير قوي لمتانة الروابط التاريخية التي تجمع بين بلدينا الشقيقين، وما يعبر عنه كذلك، من إرادة راسخة لدى قائدي بلدينا، فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وأخيه وصديقه فخامة الرئيس بصيرو ديوماي فاي، في تعزيز علاقاتنا الثنائية وتنويع وتوسيع أطر التعاون بين بلدينا الشقيقين.
ولا أدل على صدق هذه الإرادة من تشريف فخامة الرئيس، بصيرو ديومي فاي، موريتانيا، بأول زيارة رسمية له خارج بلاده بعد نجاحه الباهر في الانتخابات الرئاسية.
معالي الوزير الأول
إن موريتانيا والسنغال تشتركان في نفس الفضاء الجغرافي الساحلي-الصحراوي، ويجمعهما تاريخ مشترك طويل وثقافة غنية ومتنوعة صاغها إسلام سني سمح يحمل لواءه مشايخ وعلماء من كلا البلدين.
وقد حكم هذا الرباط الجغرافي والتاريخي والثقافي بوحدة مصير بلدينا وشعبينا الشقيقين.
إن وعينا المشترك بوحدة المصير هذه، هو ما مكننا على مر السنين، ورغم الصعاب والتحديات، من المحافظة على كنز الأخوة والصداقة الذي ورثناه عن أسلافنا، بفضل تطوير وترسيخ تعاوننا البيني والارتقاء به إلى مستوى شراكة تكاملية مثمرة وبناءة.
ويشهد على عمق ومتانة هذه الشراكة ما حققناه معا من إنجازات مشتركة كثيرة، من قبيل منظمة استثمار نهر السنغال، التي تعد مثالا يحتذى في إدارة أحواض الأنهار المشتركة، و جسر روصو قيد الإنشاء على نفس الممر المائي والذي يجعل من النهر أداة جمع ووصل بين البلدين أكثر منه مجرد فاصل حدودي بين الدولتين، وكذلك الاتفاقية المبرمة بيننا بخصوص استغلال حقل الغاز “السلحفاة الكبرى – آحميم” والتي تعتبر نموذجا متميزا لاستغلال موارد مشتركة بين بلدين جارين.
معالي الوزير الأول،
لقد احتفى بلدانا معا بالعديد من النجاحات، كما برهنا دائما على قدرتيهما على مواجهة العديد من التحديات التي مرا بها.
وليست هذه القوة وليدة الصدفة، بل هي نتاج طبيعي لما نتقاسم من قيم، حيث يمثل كل منا عمقا استراتيجيا للآخر.
ولذا حرصنا دائما على تعزيز علاقاتنا الثنائية واستكشاف سبل جديدة لتطويرها وتنويعها تحقيقا لتطلعات شعبينا الشقيقين وإسهاما في ازدهار واستقرار منطقتنا والقارة الإفريقية عموما.
ولقد وجهت هذه الرؤية أعمال اللجنة المشتركة الكبرى الثالثة عشرة الموريتانية السنغالية التي انعقدت في نواكشوط قبل أشهر قليلة، والتي وضعت، من خلال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، أسس تعاون أكثر تنوعا وعودا بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين.
إن آفاق تطوير التعاون بين بلدينا لا تزال واسعة في العديد من المجالات كالأمن والقضايا القنصلية والطاقة والنقل، والصيد والتنمية الحيوانية وغيرها.
وإنني لعلى يقين من أن زيارة معاليكم هذه ستسهم في تعزيز التعاون بمختلف هذه المجالات وتسريع وتيرة تنفيذ نتائج الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة الكبرى الموريتانية السنغالية.
ومرة أخرى، أرحب بكم في موريتانيا، بين أهليكم، متمنيا لكم ولوفدكم المرافق إقامة طيبة، اليوم في نواكشوط وغدا إن شاء الله في نواذيبو”.
وبدوره أعرب صاحب المعالي الوزير الأول السنغالي السيد أوسمان سونكو، عن خالص تقديره لصاحب المعالي الوزير الأول على ما حظي به هو ووفده المرافق من حفاوة استقبال، وعناية، مجددا تهنئته لصاحب المعالي الوزير على تعيينه في هذا المنصب.
وأكد استعداده التام للعمل من أجل تعزيز وتوطيد الشراكة القائمة بين البلدين، معبرا عن عميق امتنانه باسم صاحب الفخامة السيد بصيرو جيوماي فاي، لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على ما يوليه من اهتمام كبير للجالية السنغالية في موريتانيا.
وفيما يلي نص الخطاب:
“السيد الوزير الأول والأخ العزيز،
السادة الوزراء الموقرون،
السيدات والسادة السفراء،
السادة المديرون ورؤساء المصالح،
السيد الوزير الأول، أود في البداية أن أعرب لكم عن خالص شكري على حفاوة الاستقبال التي أحطتموني بها والاهتمام الذي حظيت به والوفد المرافق لي منذ وصولنا إلى نواكشوط.
كما أود أن أغتنم فرصة هذا اللقاء لأجدد لكم أحر التهاني على تعيينكم وزيرا أول، وتمنياتي لكم بالتوفيق في أداء هذا الدور النبيل.
وأود في الوقت نفسه أن أجدد لكم استعدادي التام للعمل معكم من أجل تعزيز أواصر الصداقة والأخوة بين شعبينا وتوطيد الشراكة الاستراتيجية القائمة بين بلدينا.
معالي الوزير الأول،
إن هذه الجلسة التي أتشرف بترؤسها معكم هذا الصباح في سياق يتسم بتكثيف العلاقات الثنائية بين السنغال وموريتانيا تحت قيادة صاحبي الفخامة الرئيسين بصيرو ديوماي ادياخار فاي ومحمد ولد الشيخ الغزواني، وذلك بعد الزيارات الثلاث التي قام بها الرئيس بصيرو ديوماي ادياخار فاي لموريتانيا في غضون ثمانية أشهر، والزيارتين اللتين قام بهما فخامة الرئيس محمد الشيخ ولد الغزواني إلى داكار.
ولا شك أن انتظام هذه الزيارات المتبادلة برهان على حيوية محور داكار – نواكشوط، وإن كانت هناك حاجة لدليل فالبلدان يشتركان في أكثر من مجرد حدود أو موارد طبيعية، وتربطهما علاقات حسن الجوار والتقدير المتبادل والتضامن الفعال.
لقد أقام بلدانا على مر السنين علاقة ثقة متينة مبنية على الاحترام المتبادل، مما مكنهما من مواجهة التحديات التي واجهتهما.
معالي الوزير الأول،
بالإضافة إلى الزيارات التي قام بها رئيسا دولتينا، فقد عُقد عدد من الاجتماعات الأخرى التي جمعت مسؤولين من البلدين في السنوات الأخيرة وشملت هذه الاجتماعات
1 – الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة الكبرى للتعاون التي انعقدت يومي 04 و05 نوفمبر 2024 في نواكشوط، برئاسة وزيري خارجية البلدين الحاضرين هنا اليوم.
وشكلت هذه الدورة التي لم تنعقد منذ تسع سنوات، فرصة لاستعراض عدد من المشاريع ذات الأولوية للتعاون بين البلدين والتوقيع على ثمان (8) اتفاقيات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
2 – عقد المنتدى الاقتصادي الأول بين السنغال وموريتانيا في 30 سبتمبر و1 أكتوبر 2024 في داكار، بمشاركة وزيري الطاقة في البلدين.
وقد حقق المنتدى نجاحاً باهراً، سواء من حيث جودة المناقشات أو من حيث أهمية القضايا التي تم تناولها، والتي ركزت على القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة والتعدين.
وينبغي تشجيع هذا النوع من الاجتماعات، لأن التبادل بين بلدينا سيركز أكثر على القضايا الاقتصادية والتنموية، نظراً للفرص الناشئة، لا سيما في قطاع المحروقات.
كما أنني أتطلع إلى لقاء جمعية أرباب العمل الموريتانيين غدا للاستماع إلى تطلعاتهم وانشغالاتهم، وكذلك فرص التعاون مع القطاع الخاص السنغالي.
3 – لقد مكّن الاجتماع الوزاري التنسيقي للهيئة العامة للبترول الذي عقد يومي 19 و20 ديسمبر 2024 في نواكشوط بلدينا من مناقشة الأولويات الاستراتيجية للمشروع.
وأود في هذا الصدد، أن أهنئ نفسي على الروح البناءة التي سادت الاجتماع والتوصيات ذات الصلة التي تم اعتمادها في نهايته.
إن الهيئة العامة للغاز والنفط، التي ترمز إلى شراكتنا الاستراتيجية حول الغاز والنفط، هي مثال ناجح للشراكة بين بلدان الجنوب والجنوب بين بلدين جارين.
معالي الوزير الأول،
أود أيضاً أن أشير إلى جسر روصو الذي سيشكل إنجازه مرحلة حاسمة في التعاون بين البلدين وسيعزز التكامل الإقليمي حيث تبلغ نسبة الإنجاز الحالية 30%.
ومع ذلك، لا يزال هناك عدد من التحديات التي يجب معالجتها لضمان تسليم الجسر بحلول 31 يوليو 2026 على أقصى تقدير.
بالإضافة إلى الطاقة والنقل، ستتاح لنا الفرصة أيضاً لمناقشة قطاعات استراتيجية أخرى مثل مصايد الأسماك والأمن.
معالي الوزير الأول،
من الواضح أن رئيسي دولتينا قد فتحا فصلا جديدا في العلاقات الثنائية بين السنغال وموريتانيا، يتسم بالتفاهم المتبادل والتشاور المستمر لتسريع تحقيق التطلعات المشروعة لشعبينا في تحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
وتبشر هذه الحقبة الجديدة بآفاق أكثر من واعدة للشراكة بين السنغال وموريتانيا.
وفي هذا الصدد، يجب أن نعزز تعاوننا لمواجهة التهديدات الأمنية بشتى أنواعها من أجل ضمان السلم والأمن في بلدينا وفي منطقتنا شبه الإقليمية.
معالي الوزير الأول، وأخي العزيز
قبل أن أختتم كلمتي، أود أن أشيد بالتزامكم الشخصي وتمسككم العميق بتعزيز علاقاتنا الثنائية في جميع المجالات.
ويمكنني أن أؤكد لكم استعدادي التام للعمل معكم بشكل وثيق لمواجهة التحديات المشتركة والارتقاء بتعاوننا إلى مستوى غير مسبوق.
وإنني على قناعة تامة بأن الشراكة بين السنغال وموريتانيا، من خلال القيم التي تقوم عليها والآليات التي تعززها، يمكن أن تكون نموذجا يحتذى به.
معالي الوزير الأول،
لا يسعني أن اختتم كلمتي دون أن أعرب، باسم الرئيس بصيرو ديوماي ادياخار فاي، والحكومة والشعب السنغاليين، عن امتناننا العميق لصاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على كل ما يقوم به من أجل الجالية السنغالية المقيمة في موريتانيا.
كما أود أن أشكره من أعماق قلبي لمشاركته الاستثنائية في الاحتفال المخلد للذكرى الثمانين لمجزرة الرماة السنغاليين.
وأشكركم”.
وحضر اللقاء الى جانب صاحب المعالي الوزير الأول كل من معالي الوزير المكلف بالأمانة العامة للحكومة السيد مختار الحسينو لام، ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، ومعالي وزير الداخلية وترقية اللامركزية والتنمية المحلية السيد محمد احمد ولد محمد الأمين، ومعالي وزير الطاقة والنفط السيد محمد ولد خالد، ومعالي وزير الصيد والبنى التحتية البحرية والمينائية السيد الفضيل ولد سيداتي ولد أحمد لولي، ومعالي وزير التجهيز والنقل السيد اعل ولد الفيرك، ومدير ديوان الوزير الأول السيد الشيخ ولد زيدان، وسفير موريتانيا المعتمد لدى جمهورية السنغال السيد أحمدو ولد احمدو، وعدد من أطر الوزارة الأولى والأمانة العامة للحكومة والقطاعات الوزارية المعنية، والمديرة العام لوكالة الاستثمار.
كما حضره عن الجانب السنغالي أصحاب المعالي وزراء الاندماج الإفريقي والشؤون الخارجية، والداخلية والأمن العمومي، والطاقة والبترول والمعادن، والبنية التحتية والنقل البري والجوي، والصيد والبنى التحتية البحرية والموان، والسفير السنغالي المعتمد لدى موريتانيا.